-->

"من الأحلام المكسورة الى دموع الفرح"




في أطياف الحب والصداقة، يتقاطع مصير ثلاثة أرواح: سدرة، فادي، وروان. تربطهم سنوات من الصداقة، تحولت إلى علاقة معقدة تتجاوز حدود الفهم وتخبئ في أعماقها أسرارًا مظلمة ولحظات من الألم. عندما يقترب يوم الزفاف المنتظر، تكتشف سدرة حقيقة مفاجئة تقلب حياتها رأسًا على عقب، كانت تلك أصعب لحظة في حياتها، وأيضًا نقطة تحول كبيرة. فقد قررت بعد ذلك أن تترك كل شيء وراءها، وتبدأ حياة جديدة في مدينة أخرى. لم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها مفاجأة أخرى، مفاجأة ستغير مجرى حياتها إلى الأبد.. انضموا إلينا في هذه القصة المليئة بالمشاعر المتناقضة، حيث يتشابك الحب والخيبة، والألم يلتقي بالأمل في صراع مستمر على وتيرة قلوبهم المتشابكة


الفصل الاول : الحلم المحطم

يوم الزفاف الذي طال انتظاره أخيرًا، وجدت نفسي في قلب التحضيرات للخطوة الكبيرة نحو حياة الارتباط. مع خطيبي الحبيب، الذي كنت معه منذ أيام المدرسة الثانوية، نستعد لهذه اللحظة التاريخية. كانت الرحلة طويلة ومليئة بالذكريات، بدأنا كأصدقاء، فادي وروان وأنا، ولم يستطع الزمن أن يفصل بيننا. نحن هنا الآن، جميعًا، في هذا اليوم المميز

جودي : "تبدين جميلة للغاية

سدرة : صعب تصديق أنكِ ستصبحين زوجة للسيد فادي اليوم

تسألني جودي، صديقتي المقربة، مقاطعة لحظات تأملي

جودي : قولي لي، كيف تشعرين وأنتِ على وشك الارتباط؟"

اجيب : بالطبع، السعادة تغمرني وحضور جودي يساعد كثيرًا، ومع ذلك أشعر بالقلق لعدم وجود روان بجانبي كانت هي المسؤولة عن الترتيبات، ولكنها تأخرت هذه المرة

ثم تابعت في الكلام وانا انظر للساعة والوقت "سعيدة جدًا، لا يمكنني تصديق ذلك"

لحظات قليلة وسأكون زوجة السيد فادي في أقل من ساعة

التوتر يتسلل تدريجيًا إلى قلبي، اقول لنفسي وأحاول تهدئة أعصابي "تنفسي، تنفسي، تنفسي"

يُفتح الباب أخيرًا، وتظهر روان

اقول لها "تأخرتِي ولم تاتي جاهزة، ماذا حدث؟"

انظر الى جودي وعلى وجهها ايضا تعابير الاستغراب بدهشة

تقول روان : أعتذر، سأكون هنا قريبًا. هناك شيء يجب عليّ فعله . سأعود بسرعة

ما الذي يحدث؟ هل هناك مشكلة؟ أنا مرتبكة. أسأل جودي "ستعود بسرعة؟"  وأرى على وجهها تعابير الاستغراب

يفتح الباب مجددًا، ولكن هذه المرة تظهر والدتي. "ها هي، حبيبتي. كوب الماء الذي طلبتِ إيصاله لكِ. ووضعت لكِ مصاصة لتجنب تلف المكياج"

"شكرًا جدًا، أمي. كنت بحاجة إلى ذلك." أشرب الماء وأمتص المصاصة

تقول امي "رأيت روان تذهب لرؤية فادي ، أليس كان من المفترض أن تكون هنا للمساعدة في التحضيرات؟

أجبت بهدوء وألقيت نظرة على الساعة، "صحيح، سأتأكد من الأمر

ذهبت وانا اقول في نفسي إنه فادي. أنا واثقة أننا سنكون بخير"، قلت بينما غادرت الغرفة

في الطريق إلى هناك، يصعب تصديق أنني سأتزوج اليوم. حسنًا، لنركز على ما يهم الآن، وهو العثور عليهم ورؤية ما الذي يحدث

قبل أن أقرع باب الغرفة لاحظت أن الباب لم يُغلق بشكل صحيح. وأمامي، رأيت فادي وروان يتحدثان. على وشك أن أسألهما عن ما يحدث ولماذا لا يمكنهم الانتظار او تاجيل الحديث بعد الزفاف

يحدث الأمر الغير المتوقع أمام عيني. تبادلا قبلة مباشرة على الشفتين كما لو كان الأمر طبيعيًا. حتى لم يلاحظوا وجودي وأنا أنظر إليهم

اصرخ انا بصوت عالي : "فادي، كيف يمكنك؟" انزلقت الدموع على خدي. "روان، أنتِي صديقتي المقربة. كيف يمكنك ذلك؟"

فادي بدأ يقترب مني. لم أسمح له بأن يلمسني، وتجنبته بخطوة إلى الوراء

تتكلم روان لتقول : "أنا حامل، وفادي هو الأب، وقبل أن تسألي، منذ متى بدأنا بهذا؟ لقد مرت سنتان ونحن نلتقي وهناك علاقة قوية بيننا ، والآن علمتي كل شيء، ويمكن لفادي أخيرًا أن يترككِ لكي نكون معًا"

رأيت التغيير في تعابير وجهها

بدات اصرخ بصمت لا أستطيع التنفس، لا أستطيع أن أتنفس

أهرب من الغرفة وأصاب بنوبة هلع. أسمع صوت فادي ينادي باسمي بينما تحاول روان اللحاق به

"ها أنتِ هنا!" أرى والدي يتجه نحوي. "سدرة ! سدرة؟" يقول باسمي بقلق عندما يرى حالتي

يأخذ والدي وجهي بين يديه الكبيرتين. "تنفسي، عزيزتي، تنفسي. انظري إليّ. انظري فقط إليّ، وتنفسي

عندما تنتهي نوبة هلعي، أقفز في ذراع والدي لا أستطيع أن أمنع نفسي من البكاء

ثم يقول ابي : "اهدئي ، ماذا يحدث؟ لماذا أنتِ حزينة جدًا؟ إنه يوم زفافك"

وعندما يقول هذه الكلمة ، لا أستطيع ابدا أن أتوقف عن البكاء

يسأل والدي فادي ، هل تعلم ما الذي حدث مع ابنتي؟

اتحدث انا قبل أن يلقي فادي كلمة واحدة واجيب والدي : "انتهى الزفاف! هذا ما حدث"

 يحاول فادي التحدث ويقول لي :  سدرة

اصرخ به واقول : "لا تخاطبني. لقد كسرت قلبي، كنتما كلاكما"

ثم التفت الى ابي واقول : "أبي، هل يمكنك أن تعلن للضيوف أنه لن يكون هناك حفل زفاف اليوم؟ لا أستطيع مواجهت الضيوف الآن. سأشرح لك لاحقًا لك"

سأل والدي وهو تظهر عليه علامات الغضب "ماذا فعلتما بابنتي؟"

انا : امسك ابي واوقفه قبل أن يتجه إلى فادي مطالبًا ببعض التوضيحات

ثم يدرك ابي عندما يرى روان تتجه نحو فادي بدلاً مني، والطريقة التي تنظر بها إليه في عيونها

تاتي امي برفقة جودي وتقول "أيها الاحباب ، ماذا تفعلون هنا؟ إن الزفاف على وشك أن يبدأ"

يقول ابي لامي "روز، لن يكون هناك حفل زفاف اليوم سأشرح كل شيء لك عندما نعود إلى المنزل"

عندما يقول هذا، لا يلتفت إلى والدتي. ولكن إلى الشخصين اللذين خاب امله بهما

التفت لابي واقول : ابي دعك حتى من الضيوف ، سنذهب الآن. دع فادي وروان يشرحون الوضع للضيوف"
بما انه العريس وهو من اخذ هذا المكان للزفاف دعه يتصرف

يركز والدي عينيه على فادي ويقول "أنت ملزم على الأقل بذلك تجاه ابنتي"

أمسك بذراع والدي كما لو أن حياتي تعتمد عليه

ثم التفت الى جودي واقول : "جودي، هل يمكنكِ أن تأخذي الأشياء التي تركتها هنا وتعيديها إلى منزل والدي؟"

من فضلكِ، قولي نعم. قولي نعم، من فضلك. من فضلك

جودي : توافق برأسها. "بالطبع. لا تقلقي بشأن ذلك

تحاول روان التحدث إليّ : سدرة اسمعيني سدرة 

تدور العديد من الأفكار في رأسي، ولكن أكثر الافاكار دقة هو أنني أشعر برغبة في التعبير عن غضبي تجاهها

على الرغم من ذلك، أنا لست شخصًا عنيفًا، ولكن في نفس الوقت يوجد غضب كبير داخلي

وعلى الرغم من ذلك، فلن أنزلق إلى التصرف السيء مع فتاة حامل. ولكن كيف يمكن أن تكون فتاة عندما كانت نائمة مع فادي خلف ظهري لمدة عامين؟

هذا السؤال يدور في ذهني دون أن أنطق به، ولكن الحقيقة معقدة. سنتين مرت، ولم أكن أعلم بهذا

أقول لها بتأني: "لا تلفظي اسمي بأسلوب يدل على الصداقة بيننا. لن نكون صديقات بعد الآن. الصديقات الحقيقيات لن يقمن بما فعلتِه"

"آمل أن يكون لديكِ طفلًا يحمل معه السعادة والبراءة"


انقر على الزر التالي لاستكشاف الفصل الثاني من القصة وكيف يمكن أن تأخذ منعطفًا غير متوقع

يمكنكم أيضاً متابعتنا على صفحتنا على فيسبوك لمتابعة آخر التطورات والأحداث،
حيث نقدم لكم دائمًا قصصًا حصرية ولحظات مثيرة

نشكر تفهمكم واهتمامكم، ونأمل أن تستمتعوا بمتابعتنا في كل خطوة من رحلتكم مع هذه القصة.


<><>



الفصل الثاني : الحزن والتغيير


بعد ان تركناهم في صالة الزفاف ذهبت الى منزل والدي ودخلت الغرفة التي اخترتها في فترات الخطبة لان كانت غرفتي القديمة مشتركة مع اختي ولكن عندما تمت خطبتي اخذت غرفة خاصة بي

أجلس هنا في غرفتي ، مستلقية على الأرض بارتداء فستان زفافي، وأنا أبكي بشكل متكرر ومتكرر، سعيًا لإخراج آخر قطرة من الدموع من داخلي. كيف يحدث ذلك؟ وكيف تستطيع الأحداث الوصول إلى هذا الحد؟ لماذا لم أنتبه لهذا من قبل؟

أسمع طرقات على الباب، وتسألني أمي من خلف الباب قائلة: "عزيزي، هل أنت بخير؟"

نعم، جدا اقولها في سخرية

ثم اقول في نفسي : لا أدري حتى ماذا تعني كلمة بخير بعد الآن

كنت بخير حتى هذا الصباح عندما اعتقدت أنني سأتزوج من ال ....

اتكلم مع نفسي مثل المجانين رائع جدا لا أستطيع حتى أن أقول اسمه الآن

"يا وروحي؟ يا قلبي؟"، استمرت والدتي في التساؤل

سمعت صوتً ابي يأتي لينقذني من إصرار أمي ويقول لها : "اتركيها يا روز. ستخرج عندما تكون جاهزة"

امي : "أنا قلقة عليها يا علي. أريدها فقط أن تكون بخير."، وما زلت أسمعهم وهم يتحدثون ويغادرون من خلف الباب

أستلقي على سريري وتعود إليَّ ذكريات تلك الليلة كأنها بالأمس عندما جعلته يتسلل إلي إلى غرفتي، شعرت بالتمرد يجري في دمي تلك الليلة، وهي ليست من الليالي الاعتيادية بالنسبة لي. قضينا تلك الليلة معًا، وكانت تلك هي الليلة التي فقدت فيها عذريتي

عادت والدتي وهي تصر عليَّ بالخروج "عزيزتي، لقد أعددت لك حمامًا. ستشعرين بتحسن بعد ذلك"

انا أحب والدتي بصدق، ولكن بصراحة، أشعر الآن بأنها مزعجة

قلت لها حسنًا، أمي، سأذهب وأقوم بذلك

نهضت من سريري ونظرت إلى نفسي في المرآة، رأيت أنني ما زلت أرتدي فستان زفافي. حاولت فك سحاب الفستان، ولكنني لم أستطع الوصول إليه أريد خلعه أريد بشدة أن أخلعه مني ثم اصرخ ام أمي، امي ساعديني، ارجوكي

أمي دخلت غرفتي بالقوة، وأنا أقول لها بذعر، "انزعيه يا أمي، انزعيه"

تساعدني والدتي على عجل في إخراج الفستان مني وتقوم بفك سحاب ثوبي. عندما أشعر بالفستان يسقط على الأرض، لا أصبر لحظة واحدة قبل أن أسقط في حضن أمي وأبكي من جديد. لا يهمني إذا كنت أرتدي ملابسي الداخلية فقط، وهي تعانقني. كل ما أحتاجه الآن هو أذرع أمي المريحة. في أعماقي، أنا فعلا بحاجة إليها، بحاجة إلى وجودها

"ماذا يحدث هنا؟"، سمعت ابي يصرخ ويدخل لغرفتي دون أن يطرق الباب. من خوفه علي ومن خوفه من اصوات صراخي وانا ابكي

أصرخ بدهشة "أب!"

تصرخ أمي "علي!"

كلانا نصرخ عليه في نفس الوقت، وأنا أحاول ستر جسدي الشبه عاري

ابي : "آسف، لم أكن أعرف." يخرج من الغرفة بنفس سرعة دخوله، وهو يرى ملابسي الداخلية ومحرج جداً، بالتأكيد لم يكن يريد ذلك

أمي كانت على حق، في الوقت الحالي، كل ما أحتاجه هو حمام ساخن على الأقل

ثم اسئل امي عما إذا كنت سأكون بخير مرة أخرى في يوم من الأيام

فجأة انقطعت أفكاري عندما وصلني صدى ضجيج في الطابق السفلي. اسرعت في ارتداء بعض الملابس لأتمكن من رؤية ما يحدث كان هذا هو صوت صراخ والدي؟

وبينما كنت أركض إلى الطابق السفلي، بدأت أسمع الأحداث بشكل أكثر وضوحًا

سمعت والدي يقول: "قلت اخرج من بيتي. ابنتي لا تريد رؤيتك." وأشعر بغضبه يتصاعد

ثم سمعت السيد فادي يقول: "أنا أحترم غضبك." ويحاول بدء حديث

رد والدي، يقول بغضب: "احترام؟ احترام يا ولد، أنت لا تعرف حتى ما تعنيه هذه الكلمة، ليس بعد ما فعلته بابنتي." أرى والدي يزداد غضبًا في الدقائق التي يتحدث فيها مع فادي

لا أحب أن أرى والدي بهذه الحالة. أتجه نحوه بخطوات هادئة، وأضع يدي على أحد كتفيه، عندما يشعر بلمستي، يلتفت لينظر إليّ قائلاً: "عزيزتي، اسمحي لي أن أتعامل مع هذا الولد." يغلق الباب بوجه فادي

"أبي، لا داعي للقلق. لا حاجة لك بمواصلة التضحية وخوض المعارك من أجلي. أصبحت شخصًا بالغًا الآن، ويتعين عليّ تحمل المسؤوليات"

ابي : "أنتِ ابنتي، ومن واجبي حمايتك"

سدرة : "لا أرغب في هذا، وأرجوك عدم البدء في مثل هذه التصرفات"

ابي : "إذا احتجتي إليّ، سأكون في الصالة"

هذا كان كل ما قاله قبل أن يقبل جبيني ويغادر كما طلبت منه

ألقِ نظرة نحو الباب على ما ينتظرني على الجهة المقابلة، فانا لست مهيئة تمامًا لمواجهته، استنشقت نفسا عميقًا لتهدئة أعصابي، إذ كان قلبي يدق بصوت مُرتفع لدرجة تجعلني متأكدًا من أنه يمكنه سماعه

قررت في نفسي أن اللحظة قد حانت لإنهاء هذا الأمر

وأخذت نفسًا عميقًا قبل المضي قدمًا. وفتحت الباب 

سألته وعيناي تتجه نحوه، "ماذا ترغب بعد؟" حيث وجدت تعابير وجهه تكشف عن عدم توقعه لرؤيتي أمام الباب. ربما كان يتوقع والدي وليس أنا

قال فادي مع تقديم حقيبتي، التي تركتها في صالة الزفاف "لقد جلبت لك الأشياء التي طلبتها"

أجبته وأنا أمزق الكيس من يده، "طلبتُ من جودي ان تحضرها لي، وليس منك"

ثم اسمعه يتجرأ ويقول لي : "أحتاج أن أتحدث إليك"

ردي كان فوريًا وقاطعًا: "تحتاج؟ لا يهمني ما تحتاجه" رفعت صوتي قليلاً، وفي الوقت نفسه احترست لكي لا يسمعني والدي

أصرَّ فادي على الطلب "سدرة، من فضلك"

أجبته : "وهل أنت تتجرأ على قول المزيد"

ثم لاحظت خروج السيد عباس جارنا من منزله وهو يراقبنا وقلت لفادي "أرجوك، لا أريد أن يحدث فضيحة أمام جيران والدي." اذهب من هنا فورا 

قال لي فادي: حسنًا، دعيني اتكلم

انتقلت لاختيار كرسي بعيدًا عنه قدر الإمكان أثناء جلوسي. فهم فادي صمتي كدعوة لبدء الحديث

قال فادي وهو يحاول مسك يدي، لكنني سحبتها بعيدًا "اسمحي لي أن أعتذر"

لا أعلم أين يجب أن أبدأ، وأنا لا أرغب في تسبب المزيد من الألم لك. اعلم أن مهما قلت، فإن الأوضاع لن تتغير، ولكن يجب علي أن اتكلم

في المرة الأولى التي حدث ذلك، كان خطأ، واتفقنا أنها ستكون المرة الوحيدة والاخيرة التي سيحدث فيها. ومع ذلك، لا أعرف كيف استمر ذلك كل تلك فترة. قبل أسبوع من زفافنا، أنهيت العلاقة بالكامل، صدقيني، لأنني أردت أن أقضي حياتي معك. أحبك، أنا أحبك لكنها جاءت إليّ بالأمس لتخبرني أنها حامل. كنت على استعداد للزواج منك لأنك الشخص الذي أحببته من قلبي، ولكن لم أستطع أن أتركها. لم نكن نريدك أن تكتشف ذلك. نحن نحبك

قلت له هذا كل شيء، هل هذا هو خطابك الكبير؟ دعني أخبرك بشيء واحد، اللعنة عليكما، اللعنة على كلاكما. أقوم من مقعدي وأتركه دون أن أقول كلمة أخرى

كان عاجزًا عن الكلام عندما تركته. إنها المرة الأولى التي استخدم فيها هذه الكلمة. ربما يعلم الآن مدى غضبي منهما.

لا أستطيع أن أمنع نفسي وأنا أنظر من النافذة وأشاهد فادي وهو يركب سيارته ويغادر

في حين أغلقت النافذة ، شعرت بالألم يتسلل إلى كل جسدي، ولكن في عمق قلبي أدركت أن هذا الألم ليس نهاية القصة وان روان حامل وسيكون لديهم طفل قريبا وفي الايام القادمة ممكن ان التقي بهم الثلاثة معن

ثم صرخت في نفسي لا لا

لا استطيع ان اكون هنا واراهم سوف يدمرني هذا المشهد ان رايته، يجب ان اذهب من هنا لابد ان اترك هذه المدينة بالكامل

"ذهبت إلى والدي بقلب مثقل بالهموم، مع قناعة عميقة بأننا يجب أن نترك هذه المدينة. بدأت الحديث بشكل هادئ، أخبرتهم أن البقاء هنا لم يعد ممكنًا بالنسبة لي، وأوضحت لهم كم يؤلمني البقاء في هذا المكان. قلت لهم إن كانوا حقًا يحبونني، فيجب عليهم الاستماع إليّ

تحدثت كثيرًا، وربما كنت قاسية في بعض الكلمات التي تحدثت بها مع والدي، ولكنهما كانا يفهمان حجم المعانات التي أعانيها. كان القرار صعبًا على والدي، ولكنه كان أبًا مثاليًا. اختار أن يبذل كل جهده ، وأن يتخذ قرارًا صعبًا بترك المدينة وتغيير حياته وحياة العائلة

كان من الصعب عليهما ترك كل شيء خلفهم، ولكنهما قررا أن يفعلوا ذلك من أجل سعادتي وراحتي النفسية. وبهذا، استمعوا إلى طلبي وحققوا لي ما أردت، وأظهرو لي أنهما يمثلان الوقوف بجانبي بكل حب وتفهم"



استعدوا للمزيد من المتعة والإثارة في الفصل القادم، حيث ستظهر لكم تحولات جديدة

ستكون قصتنا مع الأحداث والتحديات لا تُنسى، فلا تفوتوا اللقاء في الجزء القادم لاكتشاف المزيد من التفاصيل المثيرة

استعدوا لتجربة فريدة من نوعها واستمتعوا بالقرائة

لاتنسوا التعليق هنا ومتابعتنا على الفيس البوك


<><>



الفصل الثالث : اللقاء الذي خسرته

لقد مر شهرٌ كاملٌ منذ أن انتقلتُ إلى هذه المدينة الجديدة،
حيث أنَّ والدي يمتلك أصدقاء ومعارف هنا. لذا، قد طلبتُ من والدي مساعدتي في الحصول على الوظيفة، ويسرني أن أعلن أنني سأبدأ العمل فيها خلال أقل من أسبوع

عندما اكتشف فادي وروان أنني رحلت، حاولوا الاتصال بي، ولكن بالطبع رفضت وتركت خلفي الكثير من الألم،
والآن هنا يمكنني أخيرًا التنفس 
هذه الليلة، سأقوم بشيء غير اعتيادي بالنسبة لي، حيث سأخرج وحدي للاحتفال ببداية فصل جديد في حياتي

أعلم أنني لم أقم بمثل هذا الفعل من قبل، ولكنني الآن أستعد لبداية حياة جديدة لا يزال الألم يلامسني عندما يعود فكري إلى ما مررت به خلال الشهر الماضي ولكن بدات اتقبل ان تلك الفترة قد مضت وانتهت وأنني عاجزة عن تغيير أي جزء منها، حتى لو كنت قادرة على ذلك، لا أنوي القيام بذلك. كلا الطرفين قامو بخيانتي، ولهذا السبب، أحتاج إلى هذه الليلة للاحتفال بالتقدم

أردد هذه الكلمات في نفسي، وأدرك تمامًا ما أقول

ذهبتُ وجلستُ في أحد الكافيهات الواقعة في المرتفعات العليا للمدينة بعد لحظات، تقدم النادل قائلاً: "تفضلي، أخبريني ما ترغبين به " اجبته: "شاي ساخن من فضلك"

قام النادل بكتابة طلبي على لوحة الطلبات، ثم استدرت نحو المطعم

وهناك، لاحظت أجمل عيون رمادية في حياتي. كانت تلك العيون تبرز بشكل لافت، ولاحظت أن لديه لحية. عادةً لا أكون معجبة باللحى كثيرًا، ولكن بالنسبة له، قررت القيام باستثناء

اللحية جعلت اللون الرمادي في عيونه يبرز بشكل لافت وجذاب

سمعت صوت ذلك الشاب الوسيم يقول "حلوة جدا"

التفت بسرعة واذ اسقط من مقعدي من التوتر لانني اعتقدت انه يكلمني لكنه كان يكلم النادل ويقصد ان الشاي الخاصة به حلوة جدا

يا لغبائي واحراجي من هذا الموقف اقول ذلك وانا اغطي وجهي في يداي

تفضلي عزيزتي يقول النادل وهو يقدم الشاي الخاصة بي 

وبدون تفكير اخذه واشربه دفعة واحدة بسبب توتري واحراجي وكانت حركة غبية جدا لانه احترق حلقي

قلت للنادل هل يمكنني الحصول على واحد اخر من فضلك

اندهش النادل كثيرا وقلت في نفسي يا لغبائي يا لها من طريقة وبداية جديدة في حياتي الجديدة

اقول لنفسي لكن الان ركزي سوف اشربه ببطئ هذه المرة

يجلس شخص ما بجواري ويقول: "مرحبًا، سيدتي الجميلة كنتُ أتساءل هل تشعرين بألم عندما سقطتي؟"

أنظر إليه بلا قول، ولكن الفضول يدفعني لألقي نظرة على وجهه، حيث يعلق قائلًا: "لأن امرأة جميلة مثلك يجب أن تكون ملاكًا

أشعر بحرج شديد هذه الليلة وأتسائل في نفسي لماذا أمر بكل هذا؟ ألا يمكنني الحصول على بعض الراحة ؟

أحاول النظر إلى النادل لطلب المساعدة، ولكنني لا اراه

"عظيم، كيف يمكنني الخروج من هذا الوضع الآن؟ "أحاول التحدث واقول له "انظر، يبدو أنكِ..."

ولكن يقاطعني قائلاً: "أعلم أنني وسيم، وأنتِ جميلة جدًا"

أكشر وجهي بغضب وأقول: "هل انت حقيقي الآن ارجوك اصمت؟"

مرة اخرى تناولت مشروبي دفعة واحدة وقد احترق حلقي اكثر من المرة الاولى

وفجاة اسمع صوت احد ما يقول : "أحمد، أليس لديك شيء أفضل لتفعله بدلاً من إزعاج هذه السيدة بكلماتك الضعيفة؟"

عندما أدير رأسي لأرى من هو، أجد فارسًا يرتدي درعًا لامعًا، وقلبي يتوقف عن النبض حرفيًا

إنه هو، الشخص الذي كنت أتغزل به سابقًا أتساءل في نفسي هل قلت غمغمة؟ هل أصدرت صوتًا عندما كنت أفكر به؟ او عندما كنت أنظر إليه، هل قلت صاحب العيون الرمادية الجميلة بصوت مرتفع؟ أنا متأكدة أنني لم أنطق ذلك بصوت مسموع

الرجل الذي يجلس بجواري يسخر منه ويقول: "أسعد، ألم تكن تتحدث مع فتاة شقراء في وقت سابق؟ لماذا أنت هنا تزعجنا؟"

يقول له اسعد "دعني أُعيد صياغة حديثك يا أحمد. أنت الذي يُزعجها، أليس كذلك يا عزيزتي؟

هل يتحدث معي؟ يا إلهي، أعتقد أنه كذلك." أحاول قول شيء، أي شيء. أتوسل لعقلي أن ينطق بكلمة

ومن ثم اقول فورا "سدرة، إسمي سدرة، وأواصل التأكيد بأنني حقًا لا أرغب في وجود أي شخص هنا"

رأيت خيبة الأمل تتسلل إلى عيون أحمد بينما استمر في التحديق في وجهي.ثم ينطق بكلمة، "خسارتك يا سدرة "، قالها قبل أن يغادر

لقد ألقيت نظرة نحو الرجل الذي وقف بجانبي، وانا في قمة التوتر الذي كنت أشعر به

لم أشعر بهذا منذ لقاءي الأول مع فادي. كنا أصدقاء، ومع مرور الزمن، اكتشفت أن قلبي ينبض بحبه، رغم أنني لم أكن أحبه عندما التقيت به للمرة الأولى

وها أنا الآن بجوار شخص غريب يثير داخلي مشاعر لم أشعر بها من قبل

وأخيرًا، تمكنت من شكره قائلة: "شكرًا لك على قدومك لإنقاذي"

وقول في نفسي آمل أنه لم يلاحظ التوتر في صوتي

"لا مشكلة يا عزيزتي، لكن لا تعتبريني فارسًا يرتدي درعًا لامعًا. أنا لست من تلك الفئة من الرجال

" قلت بسخرية، "أوه، وأي نوع من الرجال أنت منهم؟"

انحنى نحوي وقال في أذني ،"هل أنتِ متأكدة أنكِ تريدين معرفة ذلك يا عزيزتي؟"
وأنا في داخلي أقول: "يا الله، يا الله، اقترب جداً مني يا الله"

حاولت أن أمسك بكأسي لأشرب منه، ونسيت أنني شربته بالفعل

أسمع ضحكًا خفيفًا يصاحب موقفي، على محاولتي الشرب من كاس فارغ

وفي تلك اللحظة اسعد ينادي للنادل قائلاً: "هل يمكنك إعطاء هذه السيدة مشروبًا آخر وضعه على حسابي"

أرد عليه قائلة: "ليس عليك أن تدفع الحساب" وامسك حقيبتي، لكنه يوقفني ويضع يده على حقيبتي، مما يثير دهشتي عندما تتلامس أيدينا

يقول لي بابتسامة: "أصر أنا على ذلك، عزيزتي

أتسائل في نفسي عن السبب وراء استمراره في تسميتي بعزيزتي

أرد عليه قائلة: "لدي اسم، ولقد أخبرتك سابقًا، اسمي سدرة." يضحك ويرد: "أنا أدرك ذلك، سمعته عندما قلتيه للمرة الأولى"

أرد بسخرية: "سعيدة لأنني أضحكك"

يقوم بتمشيط خصلة من شعري خلف أذني معبرًا: "إنها ضحكة حقيقية بالفعل"

يزداد دق قلبي بشدة، وانا متأكدة من أن جميع الموجودين يستمعون إليه

أمسك كأس الشاي الجديد للمرة الثالثة وأشربها دفعة واحدة

يضحك اسعد جدا واعتقد ان الجميع بدأ يضحك بصمت مما يزيد توتري اكثر وشعرت انني اريد ان ابكي من كثرة احراجي ثم يدعوني اسعد الى الذهاب معه الى مكان اخر كي نجلس به ربما هذا سوف يخفف من توتري

اجيبه انني اود ذلك ولكنني يجب ان اذهب الى المنزل الان وربما نلتقي في وقت لاحق

يجيبني اسعد كما تريدين لكنني مصر انني انا من سيوصلكي الى المنزل

اوافق فورا واقول له حسنا دعنا نذهب نخرج ونتجه الى سيارة اسعد كانت سياره فارهة وجميلة جدا

يقوم في تدوير المحرك وبدئنا نتحدث ومن ضمن ما تحدثنا به اخبرته انني جديدة في هذه المدينة وانني سوف ابدا في العمل قريبا وسرعان ما كدنا نصل الى المنزل ولكنني رايت ابي يقف في الخارج

عندها اقول توقف توقف هنا لا اريد ان يرانا ابي

يتوقف ويقول لي باستغراب لماذا لا تريدن ذلك دعيني اتعرف عليه

اقول له : ليس هذا الوقت المناسب لدي ظروف وقصص قد حصلت مؤخرا ولن يمضي عليها الكثير من الوقت انزل من السيارة في عجلة وكدت انسى ان اشكره ولكنني تذكرت ذلك في اللحظة الاخيرة وقلت له شكرا لك اسعد علي ان اذهب بسرعة الان قبل ان يرانا ابي وداعا ....

يحاول ان يوقفني ولكنني مشيت بسرعة ولم التفت اليه ومن ثم اقف مع ابي ويسالني كيف كان يومي ويسالني على استعدادي للعمل ثم اتجه الى المنزل واستلقي على فراشي في غرفتي

بدئت افكر في اسعد وسرعان ما اتى الى ذهني انني لم احصل على رقم هاتفه ولا اعلم اين سأراه مرة اخرى

اقول في نفسي يا لغبائي كم انا غبية وصلت الى هذا العمر وانا لا اعلم كيف استخدم عقلي بطريقة صحيحة

احاول ان ابحث عنه على وسائل التواصل الاجتماعي لكنني لا اعلم اسمه الكامل انا فقط اعلم ان اسمه اسعد

اكتب اسمه واكتب اسم المدينة وافعل كل ما يمكنني فعلا الا انه لا جدوى من ذلك

مضى عدة ايام وكنت نادمة جدا انني قد اضعته من يدي ولكن لا فائدة من الندم



تنتظرك مفاجأة لا تصدق في الفصل القادم. اكتشف ما يحدث بالضغط على زر "التالي"
حيث ينتظرك الفصل الأخير الذي سيكشف الكثير من الأسرار المثيرة. شاركنا رأيك وتعليقاتك بعد قراءتك لهذا الفصل
ولا تنسى متابعتنا على صفحتنا على فيسبوك لتكون أول من يحصل على قصص وروايات حصرية.


<><>






الفصل الرابع والأخير : الصدفة والقدر


غدًا هو اليوم الذي سأبدأ فيه عملي الجديد، حيث أخبرني والدي بأنه يتعين عليّ تجهيز نفسي لكي يقوم بتوصيلي إلى مقر العمل الجديد. في اليوم التالي، قمت بتحضير نفسي بعناية وانطلقت مع والدي إلى مكان العمل

عند وصولنا إلى الموقع، قدمني والدي لصاحب الشركة، السيد إبراهيم. جلسنا معًا لنتبادل التحية، وفي لحظة ما، سمعنا دقة على الباب. دخل شاب، فنهض صاحب الشركة بسرور وقال: "تفضل يا بني"، وبدأ إبراهيم في التعريف بابنه أسعد قائلًا: "هذا هو ابني أسعد

أبي: سلم على أسعد"، وتحدث معه قائلاً: "أخيرًا التقيت بك يا أسعد، دائمًا يتحدث والدك عنك، وكنت متحمسًا لرؤيتك"

بعد ذلك، قدم إبراهيم والدي لأسعد، معلنًا: "هذا هو علي، صديقي، وهذه سدرة، ابنته"

بادرت بابتسامة خجولة، حاولت إخفاء ابتسامتي بسبب لقائي السابق مع أسعد، ولكنني لم أتوقع أن أراه مرة أخرى

سلمت عليه، ورد التحية بالمثل. كأننا لا نعرف بعضنا البعض، لكي لا نضع أنفسنا في مواقف محرجة أو نثير تساؤلات كثيرة من قبل والدينا

ثم بدأ إبراهيم يتحدث عن العمل، ولكنني لم أكن قادرًا على سماع ما كان يقول. كان ذهني مشغولًا تمامًا بأفكاري حول أسعد. كنت أتأمل وأقول في نفسي: "يا الله، ما أجمل القدر عندما يبتسم لنا، وكم هو قبيح عندما لا يكون كذلك"

فجأة، سمعت إبراهيم يسألني: "والآن، ما رأيك؟ هل أنتِ جاهزة؟" لم أكن قد سمعت أي معلومات ومع ذلك، أجبت عليه بثقة قائلة: "بالطبع، أنا جاهزة لأي شيء"

ثم قال والدي: "سأغادر أنا." وأضاف بامتنان: "شكرًا لك، يا إبراهيم، أنا حقًا ممتن لك"

رد إبراهيم قائلاً: "لا تقل هكذا، يا علي. أنتَ صديقي وعزيزٌ جدًا ، وأنني حقًا بحاجة إلى فتاة للعمل. ولن أدعك تذهب الآن." ثم أشار إلى أسعد، قائلًا: "خذ السدرة إلى المكتب، دعها تبدأ فيما كنتُ أتحدث عنه"

في اللحظة الأولى، اعتقدت أنني وقعت في موقف صعب، حيث لم أكن على دراية بما تحدث عنه ولم أسمع شيئًا. ومع ذلك، سرعان ما تهدأ قلبي، إذ كنت مطمئنًة لأن أسعد سيكون معي، وكان من المؤكد أنه سيقدم لي المساعدة.

غادرت أنا وأسعد، وبمجرد إغلاق الباب خلفنا، اندلعت ضحكتنا بشكل عميق، مع الحرص على عدم إصدار أي صوت لنحافظ على سرية ونتجنب أن يكتشفونا

ثم قلت له: "كنت أعتقد أنني لن أراك أبدًا"

أجابني أسعد قائلًا: "وأنا كذلك، لأنه عندما قمت بتوصيلك إلى المنزل، لم أحصل على رقم هاتفك. لقد رحلتي فجأة وبشكل سريع جدًا"

سدرة: "دعنا نترك هذا وقل لي ماذا يجب أن أفعل؟ لم أستمع إلى ما كان يقول والدك، في الحقيقة، لم أسمع شيئًا إلا عندما قال: 'ما رأيك؟ هل أنتِ جاهزة؟'"

أسعد: ضحك بشدة وسأل: "كيف لم تسمعي ما قاله؟ كنتِ تنظرين إليه وهو يتحدث"

سدرة: نعم، كنتُ أنظر إليه، ولكن كنتُ مشغولة في التفكير حول القدر، كيف جمعنا وكيف أعتقدت أنه فرقَ بيننا بعد الجمع. ولكن بسرعة عاد ليجمع بيننا

أسعد: "أنا حقًا سعيد جدًا لأنه جمعني بك مرة أخرى، ومع مزايا جديدة، أبي وأباكي، أصدقاء جداً"

سدرة: "نعم، هذا لا يصدق حقًا"

في ذلك الوقت وصلنا إلى مكتبي الخاص، وكان جميلًا للغاية. كان يخبرني أسعد أن والده إبراهيم كان يقول إنه يجب عليّ قراءة جميع الملفات الموجودة على المكتب لأتمكن من معرفة جميع المنتجات المتاحة لدينا، ويجب عليّ أن أعلم ما هو الحد المسموح به للخصم على كل منتج

شعرتُ بأن القدر يبتسم لي من جديد، وأن كل شيء يبدو رائعًا الآن

ثم دق الباب، وظهر الموظف الخاص لتقديم الشاي والمشروبات. كان أسعد قد أشار له بأن يحضر كوبين من الشاي. أخذت الكوب منه، وشكرته. قبل أن أضعه على شفتي لتذوقه، قاطعني أسعد قائلاً: "أرجوكِ، لا تفعلي ذلك مرة أخرى، وتشربيها دفعة واحدة." لم أتمالك نفسي وبدأت بالضحك الشديد، حتى أنني لم أعد قادرة على شرب الشاي

ثم قلت له: "حسنًا، الآن دعني أشرب بهدوء وأقرأ هذه الملفات لكي أتمكن من البدء في العمل هنا، وإلا سيطردني أباك ولن تراني مرة أخرى"

أسعد: "نعم، أنا أيضًا يجب أن أذهب، لأن أبي يهدد بطردي أيضًا إذا قصرت في عملي. إنه لا يقدر أبدًا أنني ابنه"

خرج أسعد، وبدأت أتصفح تلك المنتجات بعناية، حتى وجدت نفسي أتخيل أحد العملاء جالسًا في المكتب، وأنا أقدم له المنتجات وأشرح الأسعار، وكيفية التفاوض معه حول الأسعار، بعد وقت قليل، جاء إليّ إبراهيم وأخبرني بأنه يجب عليّ حضور دورة تدريبية للشركة. بالفعل، حضرت الدورة وأكد جميع المدربين على مهاراتي وفهمي الجيد للعمل

بعد انتهاء الدورة التدريبية، بدأت العمل وتمكنت من تحقيق أكبر حجم من المبيعات، تفوقاً على جميع زملائي، مما جعل إبراهيم، صاحب الشركة، يضاعف راتبي ويعتمد عليّ بشكل أكبر، كما قام بتسليمي مهام أكبر

مضت الأيام بسرعة، وكنت أرى أسعد يوميًا. ومع ذلك، في الشركة نتعامل كأننا زملاء فقط

وبعد العمل، نتوجه إلى إحدى المقاهي حيث نتحدث عن كل شيء، سواء عن العمل أو حياتنا الشخصية. وأخبرته بتجربتي في يوم زفافي وما فعله فادي بي، واكتشفت أن أسعد كان يمر بتجربة مشابهة. لقد أحب فتاة لمدة عامين، ولكن قبل الزواج، اكتشف أنها حامل. لم يدخل في تفاصيل القصة، وانا لم أكن مهتمة في الحصول على تفاصيلها. لانني كنت كل يوم، أشعر برغبة في الارتباط معه، لكنني لا أعلم إذا كان لديه نفس الشعور أم أنه يرانا اصدقاء فقط.

اقترب عيد ميلادي، وقبل يومين من الاحتفال انتهيتُ من العمل كالعادة، واتصلت بأسعد لأخبره أنني انتهيت، ونتفق على مكان للقاء. لكنه اعتذر وأخبرني أنه مشغول ولا يستطيع الحضور

أغلقت الهاتف وكنت غاضبة، قائلة في نفسي: "قد بدا يفعل كما يفعلون بقية الرجال يفعلون كل ما بوسعهم حتى يوقعو في قلب الفتياة وعندما تقع الفتاة في حبهم ينشغلون ويذهبون

ثم قلت في نفسي لكنه لم يفعل شيئ ولم يوعدني بأي شيئ ربما انا ابالغ في الأمر إنها حياته ولا يمكنني التدخل بها

ذهبتُ إلى المنزل، وكانت عائلتي تتصرف بشكل طبيعي. ثم جاءت أمي وأخبرتني أننا سنحضر حفل زفاف ابن أحد أصدقاء أبي، وطلبت مني التجهيز خلال اليومين القادمين. لكنني رفضت لأنني لم أحضر أي حفل زفاف بعد ذلك اليوم الذي انكسر فيه قلبي. بدأت أمي تنصحني بأنني لا يجب عليّ أن أفعل ذلك، وأنه يجب عليّ تجاوز ذلك اليوم خاصًا، حيث أنني في بداية حياة جديدة، والآن أعيش حياة مليئة بالسعادة والتحول

أخبرتها أنني قد تخطيت ذلك اليوم بالفعل، وأنني أعيش حياة جديدة مليئة بالسعادة. لكنني أكدت لها أنني لن أحضر تلك الحفلة. جاء أبي وكان مصرًا على أن أحضر، ولم يكن لدي أي خيار سوى القبول

كان التفكير بالحضور في أجواء حفل الزفاف والعرس صعبًا لكن كلما فكرت في ذلك، قلت لنفسي: "لماذا أتألم عندما أتذكر؟" يجب علي أن أتخطى هذا الألم، فقد انتهى ويجب علي التفكير في مستقبل جديد. يجب علي أن أتخيل كل يوم كحفل زفاف جديد، لأكون قادرة على خلق سعادة جديدة. بدأت فعلًا في تدريب نفسي على تخيل يوم زفافي مع أسعد لأنه هو الوحيد الذي كنت أشعر بمشاعر تجاهه

في نفس اليوم، اتصل بي المدير إبراهيم ليخبرني بأنه منحني إجازة لمدة يومين، وقبلتها بسبب غبائي الشديد، فلم أربط الأحداث بشكل صحيح. نسيت تمامًا أن إبراهيم هو صديق أبي، أو ربما تذكرت ولكن عقلي الفاشل جعلني أتخيل أن أبي هو الذي طلب منه منحي إجازة لتجهيز نفسي. في الواقع، لم أكن مهتمة كثيرًا بمعرفة السبب وراء منحي للإجازة كنت سعيدة لأنني حصلت على إجازة، وربما كانت هذه السعادة ناتجة عن تخيلي لحياة جديدة. كنت متحمسة للفكرة أيضًا لأنني سأحضر حفل زفاف للمرة الأولى بعد تلك الليلة المؤلمة

في اليوم التالي، أخذتني أمي وذهبنا إلى السوق، حيث اشترت لي فستانًا جديدًا. كانت تعتني بي بشكل كبير، أكثر من طبيعي، وكانت تقول لي: "يجب أن تكوني أجمل فتاة في الحفل." فهمت الأمر على أن أمي ترغب في إسعادي وتريد أن تراني أجمل فتاة بسبب حفل الزفاف السابق، وكنت حقًا أرغب في ذلك أيضًا، فكل فتاة تحلم بأن تكون أجمل فتاة في أي حفل

مضى اليوم، وكان اليوم التالي هو يوم الحفل. لبستُ الفستان الجديد وجهزت نفسي في أروع شكل. خرجت إلى أبي وأمي لأخبرهم أنني جاهزة، ووجدتهما قد جهزا أنفسهما بالفعل. ثم قال لي أبي: "أعتقد أنك سوف تذهبين فقط لأنني طلبت منك ذلك، لكنني أرى أنك أجمل من العروس أيضًا." كلامه جعلني أشعر بالسعادة والخجل في الوقت نفسه، ثم ركبنا السيارة وانطلقنا باتجاه الحفل، وعندما وصلنا، كانت المفاجأة كبيرة لدرجة أنني صُدمت



كانت الصالة مليئة بالزينة بشكل جميل للغاية، حيث ظهرت اسماء "اسعد" و"سدرة" جنبا الى جنب بأناقة

وجدت نفسي غارقة في حيرة، حيث لم أستطع تفسير الوضع هل المقصود أنا أم فتاة أخرى؟ وهل المقصود هو أم شخص آخر؟ 

كنت في حالة من الارتباك، وبدأت أتساءل هل هذا حلمًا أم واقعًا؟ بينما كنت في هذه الحيرة

اقترب أسعد مني حاملًا معه باقة من الورود الجميلة جدًا، وقال: "آمل أن تعجبك مفاجأة عيد ميلادك" 

كانت لدي صعوبة في إصدار أي حرف، وظللت واقفة جامدة في مكاني. ثم قام أسعد بالتقدم وأخذ الميكروفون، قائلاً بصوت عالٍ: "اليوم هو يوم عيد ميلاد سدرة وأيضًا يوم خطبتها، أنا هنا أمامكم جميعًا لأعلن عن خطوبتي بها"

ثم ركع على ركبة واحدة وفتح علبة صغيرة تحتوي على خاتم، قائلاً: "هل تقبلين الزواج بي؟" 

بكيت من أثر الصدمة، وكانت هذه المرة الأولى التي أبكي فيها دموع الفرح

رفعت نظري نحو والدي، وكانت الحقيقة تكشف نفسها بأنها كانت خطة مدروسة من قبلهم. أسعد كان قد اتفق معهم لترتيب كل التفاصيل

علم أسعد تمامًا أنني أحبه بكل قلبي، وأخبر والده بذلك، طالبًا منه أن يخبر والدي أنه واثق جدًا من حبي له وكان متأكدًا أنني لن أرفضه أبدًا. كما أخبرهم أننا كنا نخرج كل يوم بعد العمل

اتفقوا جميعًا على كل شيء بسرية تامة، وكانوا قد قرروا عدم إخباري بأي تفاصيل الى حين الحفلة

بالفعل، أخذت الميكروفون منه وصرخت بأعلى صوت: "نعم، نعم، موافقة!" 

ثم بدأ الجميع في التصفيق لنا، وفي لحظة مميزة انطلقت أغاني التهنئة والرقص الخاصة بمناسبة الخطوبة. كانت هذه أروع حفلة عيد ميلاد وفي الوقت نفسه كانت الأصعب، لأنه كان من الصعب على عقلي أن يستوعب كل هذا

رقصنا وبدأ الجميع يتوافد ليهنئنا بمناسبة الخطوبة. وبعد مرور أربع أو خمس ساعات، انتهى الحفل وبدأت الناس في المغادرة تدريجياً، حتى لم يبقَ إلا عائلتي وعائلته

كنت سعيدة للغاية حتى بلغت مرحلة أعتقد فيها أنني أسعد فتاة في العالم، كنت أشعر وكأنني في حلم، وكان من المستحيل بالنسبة لي أن يكون كل ذلك حقيقياً

ثم نظرتُ إلى أسعد وقلت له: "كيف فعلت هذا؟" وثم نظرتُ إلى أبي وقلت له: "وكيف أنت لا تخبرني؟" 

ونظرتُ إلى أمي وقلت لها: "وأنتِ يا أمي، كيف استطعتِ أن تخفي عني كل هذا؟"

ثم نظرتُ إلى الجميع وهم يبتسمون بفرح كبير، وقلت لهم: "كيف، ومنذ متى وأنتم تخططون لكل هذا؟ 

نهض أسعد واحتضنني، قائلاً: أنا المسؤول الوحيد عن كل هذا. هل كنتِ تعتقدين أنني لا أشعر بحبك لي؟

هل كنتِ تعتقدين أنني يمكنني أن أفوت فتاة مثلك؟"

تلعثمتُ وأنا أحاول أن أعبر له، قائلة: "لكن، أسعد، أنا..."

قاطعني وهو يقول: "لا تتكلمي عن أي شيء، أنا أعلم كل شيء عنك، وأنا أحبك كما أنت" 

ثم اقترب والدانا وباركا لنا، وقال لي أبي: "كنت مترددًا كثيرًا من هذه الخطوة، وكنت أقول في نفسي إنني أقوم بشيء خطير، 

لكن بعدما رأيت هذه السعادة في عيونكِ، أنا واثق أن أسعد الشخص المناسب لكِ وأنه سيحرص دائمًا على أن تكوني سعيدة." مبارك لك يا ابنتي 



الى هنا وسوف نتوقف لكي نترك لك الخيال الذي تريده ، قصة حب بدأت في خيانة عظيمة وانتهت في خطوبة مدبرة، قصة حب تحمل في طياتها الكثير من العبر والدروس، وتعكس الكثير من الواقع والخيال. قصة حب تحكي عن الصدفة والقدر، وعن الحب والالم، وعن خيانه الاحباب والاصدقاء.

أتمنى أن تكون قد استمتعت بقراءة هذه القصة، وأن تكون قد تفاعلت معها بشكل إيجابي. أشكرك على اختيارك لهذه القصة، وأتمنى أن تقرأ المزيد من قصصي الأخرى.

لا تنسى متابعتنا على فيس بوك لكي تكون اول من يشاهد القصص والروايات الحصرية

https://shallowgift.com/b-3/V.0yPx3fp/vObFmrVgJNZCD/0a1aN/D/EOyUNfT/gp0CLmTRUM0cMwTXIr1/OIDjUA